واظبي على فرم الذكريات ( 01 )
نموت قاصرين من دون أن نبلغ السن القانونيّة للنسيان. لا نستطيع شيئًا ضدّ الذاكرة؛ إنّها تُقيم في ثنايا الحفريّات العاطفيّة، لذا رأى البعض أنّ الحلّ في التخلّص من الذكريات أوّلًا بأوّل، كي لا نمنحها فرصة اختراقنا والتمدّد فينا؛ فما الذكريات سوى تراكم الحاضر.
النيويوركيّون اخترعوا طريقة جديدة لرمي كلّ ما يريدون نسيانه، والتخلّص منه من ذكريات العام الماضي. فقد وضعوا بمناسبة نهاية السنة مفرمة كبيرة في ساحة «تايمز سكوير» راحوا ببهجة احتفاليّة، يلقون فيها، كلّ ما لا يريدون أن يكون له مكان في حياتهم بعد الآن.
رجل يرمي صورة صديقته التي تخونه، وآخر يرمي ديونه، وامرأة تقذف هاتفها الخلوي، وأخرى هدايا من حبيب سابق، ونساء يخطبن ويقسمن على النسيان، و رجال يضحكون ويصفّقون.بعد منتصف الليل، في الليلة الأخيرة من السنة، كانت الذكريات القبيحة قد انتهت في حاوية القمامة، وغادر الناس الساحة إلى بيوتهم مبتهجين، بعدما تخلّوا عن الذكريات التي تزعجهم.
" نسيان . كم "
Envoyer un message |
Bloquer ce profil |
Profil inapproprié?